لأول مرَّة | Das erste Mal
البَتْرَاء - الأردن | Petra - Jordanienلأول مرَّة | Das erste Mal
نورالدين الغَطَّاسْ – NOUREDDINE RHATTAS
كلما تغلغلتُ في عوالم الغرب إلا وازداد انتمائي إلى الجنوب، إلى الشرق… هذا ليس اضطراري ولا اختياري، بل تلقائي، قد صحَّ أدونيس حينما قال “لا هويَّة خارج الهويَّة العربية”. / نَوْفَلْ وِسَام
كثيرة هي الدول التي زارها نَوْفَل وِسَامْ، كثيرة هي الدول التي لا يعرفُها إلا عبر المطارات وقاعات الاجتماع، لكن هذه المرة صحبة “مَارْكْ” الألماني والدكتور مُراد التركي، قرر أن يستغل يوما لزيارة تحفة من عجائب الدّنيا السّبع الجديدة، إنها البتراء بالأردن. أخد الطريق من عمان، العاصمة، ثلاثة ساعات ليصلوا في جو حار من أيام بداية سبتمبر، قيل لهم أن ثمن الدخول خمسين دينارا أردني، الشاب الذي يجلس وراء الشباك طلب منهم جوازات سفرهم لتحقيق الهوية، سألهم هل زيارتهم ليوم فقط. نعم، قالها “مَارْكْ” وهو يقدم له جوزات سفرهم وما جمعه منهم، مائة وخمسين دينار، بلهجة إنجليزية غير واضحة تمنى لهم الشاب من وراء الشباك يوما جميلا وقدم لهم ثلاثة تذاكر. وهم بساحة الدخول الكبيرة لم يكن يعرف نَوْفَلْ أنهم كانوا تحت مراقبة رجل غامق السمرة كتراب هذه الأرض، تقدم نحو نَوْفَل وقال: هل أنتَ عربي؟ نعم، أنا “أحمد العربي”، كان جواب نَوْفَل، تبسَّم الرجل وقال له، أنت مولع بالشعر؟ رد نَوّفَلْ، جواز سفري مغربي، أكلته الشمس، وقدم له بطاقة تعريفه المغربية، ابتسم مرى أخرى وقال ، حسنا، ثمن الدخول للعرب دينار واحد فقط وليس خمسين دينار كالأجانب، ارجع إلى الشباك وأطلب نقودك، تفاجأ نَوْفَلْ لأن ليس هناك أي إعلان على هذا الاختلاف في ثمن الدخول، فحتى بالفندق وكذلك سائق سيارة الأجرة لم ينبهونهم إلى هذا الأمر، ترك “مَارْكْ” والدكتور مراد بالساحة الكبيرة ورجع إلى شباك الدخول، بعد انتظار قليل تكلم عربي فصيح مع الشاب وراء الشباك، فرد قائلا، لقد كان لدي شك فيك، أعطاه دينارا وارجع إليه الخمسين دينارا، عاد إلى الساحة الكبيرة، فأخبر مرافقيه بالأمر، شكرَ الرجل الأسمر وقدم له خمسة دينار، فرفض أن يأخذها وقال، أنا موظف بالدولة، أقوم بعملي فقط.
لأول مرة في حياة نَوْفَل | يشهد أن الهوية العربية امتياز | كم كان سعيدا | خصوصا وأن هذا وقع ببلد عربي، الأردن.