جِنْتَرْ كُونِرْتْ | Günter Kunert
دُورْتْمُونْدْ - ألمانيا | Dortmund - Deutschlandجِنْتَرْ كُونِرْتْ | Günter Kunert
نورالدين الغَطَّاسْ – NOUREDDINE RHATTAS
“”بصفتك ككاتب، فأنت في الأساس إنسان مٌعاق عقليًا، الإنسان العادي لا يمكنه أن يصبح كاتبا أو شاعرا” جِنْتَرْ كٌونِرْتْ ١٩٢٩-٢٠١٩
Als Schriftsteller ist man grundsätzlich ein psychisch defekter Mensch. Ein normaler Mensch wird ja nicht Schriftsteller oder Dichter. Günter Kunert (1929-2019)
ليس مفاجئة إذا لم تعرفوا جِنْتَرْ كُونِرْتْ، فحتى الألمان أنفسهم لا يعرفونه بما يستحق. تعرفت علية عبر صديقة لي من المجر. منذ القراءة الأولى وقعت في حب أعماله. رجل كتب في كل من القصة، الرواية، الشعر، النثر، المسرح، الرحلات، الصحافة، أدب الأطفال…، لكنه دائما يصحح مستجوبيه أنه في عمقه شاعرا بدون وطن والكتابة هي وطنه الوحيد. فكرت كثيرا كيف يمكنني التعريف بهذا الشاعر خصوصا أن أعماله الغزيرة لم تترجم بعد إلى العربية. وصلت بعد تفكير طويل إلى الخلاصة. جِنْتَرْ كٌونِرْتْ هو محمد الماغوط الألماني. من منكم يعرف الماغوط لا يحتاج إلى تقديم كُونِرْتْ. أما الذين لا يعرفون محمد الماغوط، رائد قصيدة النثر من سوريا، أقول لهم أن جِنْتَرْ كٌونِرْتْ ولد في السادس من مارس سنة ١٩٢٩ ببرلين الشرقية. عاين كطفل جرائم النازية في حق عائلته، قبل أن يعايش ككاتب شاب تحول قيم الاشتراكية بألمانيا الشرقية إلى دولة مخابرات وقمع منهجي. بعدها أُرْغِم سنة ١٩٧٩ على مغادرة مسقط رأسه إلى ألمانيا الغربية، عاش فترات من حياته بأمريكا وإنجلترا. هو الذي قال “لقد كتبت الكثير الكثير في حياتي”، وهذا صحيح، أعماله غزيرة ولا تقتصر على الكتابة فقط، بل كذلك الرسم. أقتصِرُ هنا على ذكر بعض أعماله، أجمل ما قرأت في النثر الألماني الحديث:
“عندما كانت الحياة عبثا” (شعر، ٢٠٠٩)
| Als das Leben umsonst war (Gedichte, 2009) |
“من مملكة الظل” (شعر، ٢٠١٨)
| Aus meinem Schattenreich (Gedichte, 2018) |
“ضيف في المتاهة” (شعر ٢٠١٩)
| Zu Gast im Labyrinth (Gedichte, 2019) |
قد يميل جِنْتَرْ كٌونِرْتْ إلى التشاؤم والسواد، لكنها تبقى كآبة غير قاتمة، تحمل في عمقها أسمى المشاعر الإنسانية، كاتب مبدع في دقة التعبير والتشريح لخبايا الروح الألمانية، يرسم صورا دقيقة لهواجسها بالحروف. توفي جِنْتَرْ كٌونِرْتْ بضواحي مدينة هَامْبُورْغْ بألمانيا في الواحد والعشرين من سبتمبر ٢٠١٩. “في زقاق مظلم” و “العالم وراء زجاج” من ترجمتي لهذا الشاعر الألماني، أشتهي منح فكرة قصيرة لقراء العربية عن جِنْتَرْ كُونِرْت.